بسمه تعالى
والصلاة و السلام على سيدنا و نبينا خاتم النبيين أشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد ابن عبد الله و على آله الطيبين الطاهرين و أصحابه الأخيار المنتجبين و على جميع الأنبياء و منذ آدم إلى قيام يوم الدين
(((حجر ابن عدي الكندي)))
حجر ابن عدي الكندي رضوان الله عليه هو أحد أصحاب النبي محمد (ص) وأحد أصحاب وخُلّص أتباع الإمام علي (ع).
حجر بضم الحاء وسكون الجيم ثم راء, وعدي بفتح العين وكسرالدال ثم ياء مـشددة , والكندي نسبة الى كندة بكسر الكاف و سكون النون وفتح الدال ,هي قبيلة عربية كبيرة.
وكان حجر ابن عدي من أفاضل الصحابة وأتقاهم وما قيل فيه من مدح وثناء في مصادر المسلمين الشيعة والمسلمين السنة جماً كثيراً نذكر منه:
قال رسول الله (ص): «يا حِجْر، تُقْتَل في محبّة علي صبراً».
وفيه قال الإمام الحسين (ع) بأنه من العابدين المخبتين.
وقد ذكره ابن كثير في كتاب أسد الغابة بما يلي:
وهو المعروف بحُجْر الخير، أسلمَ وهو صغيرُ السِّن، ووفدَ مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ (ص)، كان من فُضلاءِ الصحابة، وكان على كندة في حرب صفين، وعلى الميسرة في حرب النهروان، وشهد حرب الجمل أيضاً مع علي (ع)، وكان من أعيانِ أصحابه.
ووصفه الحاكم في المستدرك بالتقى والورع حيث لقبه براهب أصحاب محمد (ص).
وقال فيه الشيخ الطوسي في رجاله: مـن أصـحـاب علي (ع) حجر بن عدي كان من الأبدال.
وكان حجر منذ نعومة أظفاره ثائراً على الظلم يحب مناصرة الحق والعدل حيث كان من أنصار أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) إلى آخر لحظة من حياته المباركة فقاتل معه في معركة الجمل وفي صفين وكان من قواد جيشه. وورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد أبيات قالها في معركة الجمل في أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) وهي:
يا ربنا سلم لنا عليا سلم لنا المبارك المضيا
المؤمن الموحد التقيا لا خطل الرأي و لا غويا
بل هادياً موفقاً مهديا و احفظه ربي و احفظ النبيا
فيه فقد كان له وليا ثم ارتضاه بعده وصيا
بعد شهادة الإمام علي (ع) كان حجر ابن عدي من المعارضين لحكم معاوية واستبداده وظلمه وما أمر به من لعن الإمام علي (ع) على المنابر في المساجد.
ولم يرق لمعاوية ذلك فأمر ابن زياد واليه على الكوفة باعتقاله وإرساله إليه. وفي مرج عذراء في درعا الشام المنطقة الي فتحت بقيادة حجر ابن عدي ضد الروم أعدم معاوية ابن أبي سفيان حجر وابنه همام وبعض أصحابه بعدأن خيرهم بين البراءة من علي ابن أبي طالب (ع) وبين القتل فرفضوا البراءة من أبي الحسن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع).
ولما طلب معاوية من حجر البراءة من الإمام علي (ع) قال رضوان الله عليه:إنّ العبرة على حَدِّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيّه، وعلى وصيّه، أحبُّ إلينا من دخول النار.
ولما أرادوا قتله صلّى ركعتين، ثم قال: لولا أنْ تظنّوا بي غير الذي بي لأطلتُهما، وقال: «لا تنزِعوا عنّي حديداً، ولا تغسِلوا عنّي دماً، وادفنوني في ثيابي؛ فإنّي لاقٍ معاوية على الجادّة غداً».
ولما قال له السيّاف عندما أراد قتله: مُدَّ عنقك لأقتلَك، قال: «إنّي لا أُعِينُ الظالمين على ظلمهم».
كان ذلك سنة 51 للهجرة وكان حجر أول من قل صبراً في الإسلام وأحدثت جريمة قتله اسنكاراً شديداً في أوساط الأمة الإسلامية.
بقي ضريح حجر ابن عدي في مكان قتله في مرج عذراء في مدينة درعا بسوريا مزاراً للمسلمين إلى أن أقدم إرهابيون من ما يسمى بالجيش الحر المدعوم من الغرب والفكر التكفيري على تهديم مقام حجر ابن عدي وابنه همام وانتهاك حرمة قبره ونبشه والعبث به في الثاني من شهر أيار سنة 2013 للميلاد. وهكذا فضح حجر ابن عدي سلام الله عليه الظالمين حياً وشهيداً.






Blogger Comment
Facebook Comment